تعد اللغة وسيلة
التواصل الفكري بين أبناء الأمة الواحدة، وهي في الوقت نفسه تمثل حاجة ملحة،
وضرورة لا غنى عنها لكل أمة تشرع في النهوض من كبوتها وتسعى إلى اللحاق بركب
الحضارة، مؤمنة بالدور الأساسي للعلوم الأساسية والتطبيقية في صنع التقدم والرقي، ولكن
في ظل انتشار تعليم العلوم الأساسية في معظم الدول العربية بلغات أجنبية سواء كانت
فرنسية أو إنجليزية، هل هناك أمل في التقدم والرقي والابتكار ؟
تعريب العلوم هو الحل للتقدم والرقى والابتكار ,وليس
معنى ذلك التعريب الكامل لكن التعريف للفهم بحيث تبقى الاسماء والمصطلحات , وقد قرأت أنه تم إثبات علميا ان الإنسان يفكر باللغة التى
يعيش بها (يتكلم بها فى المنزل) و إنه إذا إستخدم لغة أخرى فإنه يطر للترجمة فى مخة
مما يزيد الزمن و الصعوبه,فإن التعريب ضرورة حتمية لا مفرَّ منها إذا كنا نريد
التقدم علمياً وبصورة فعلية، هذه الحقيقة استوعبها علماء الحضارة الإسلامية عندما
ترجموا معارف السابقين إلى اللغة العربية، واستوعبها أيضاً الغربيون عندما ترجموا
علوم الحضارة الإسلامية في أوائل عصر النهضة الأوروبية الحديثة، فسوف تجد كلمات عربية
مثل كلمة أسد العربية التى اطلقها ابن سينا على الحامض لانه كان يلتهم كل شئ اصبحت
(acid ) ,وأيضا تعيها اليوم كل الأمم التي تدرس العلوم بلغاتها الوطنية،
في سعي حثيث, نحو المشاركة الفعَّالة في إنتاج المعرفة، وتشييد صرح الحضارة
المعاصرة,إن أمر تعريب العلوم أضحى ضرورة من ضرورات النهضة العلمية التي ينشدها
العرب، والحديث عن هذه الضرورة قد تجاوز الآن مرحلة الإقناع بالأدلة والبراهين
المستقاة من حقائق التاريخ، ومعطيات الواقع المعاش، وعلينا أن ننتقل إلى مرحلة
التخطيط والتنفيذ، وفق أسس وضمانات منهجية مدروسة، وعن طريق آليات ومؤسسات قادرة
على إنجاز المشروع الحضاري,فدول الاختراع والاكتشاف والابتكار ليست هي الدول
العربية، وإنما هي الدول الأجنبية، وهؤلاء الذين يخترعون ويكتشفون ويبتكرون يكتبون
ذلك كله بلغاتهم، حتى قُدِّرت المصطلحات التي تولد بنحو 50 مصطلحاً علمياً كل يوم،
وهذا يتطلب حركة سريعة لمجامع اللغة العربية، حتى نستطيع أن نستوعب بسرعة ما تقذف
به المطابع، ففي الهند مثلاً أو في الصين هناك ترجمة يومية لكل ما يصدر من كتب في
العلوم على مستوى العالم، وكانت مشكلة حقوق الطبع من المشكلات التي أثيرت بين الولايات
المتحدة والصين، واعتبرت من القضايا السياسية في قضية حفظ الحقوق وغيرها على
اعتبار أن الكتاب كان يصدر صباحاً في نيويورك وفي ثاني يوم أو ثالث يوم على صدوره
يكون مطبوعاً باللغة الصينية بشكل كان يذهل الآخرين, فكيف للعرب أن يفخروا أنهم قد أسهموا بنصيب موفور في حلقات
المعرفة الإنسانية، لو كانت تلك المساهمات بغير اللسان العربي؟ وربما لا يشفع لهم أن
تلك الأعمال قد أردفت بتوقيعات أسلافهم العظام، كابن الهيثم وابن النفيس وابن سينا, لكن المحزن أن تلك العصور لم تستمر ولم يعد أحياؤها. والعلم
لا يتوقف ولا ينتظر,و من السخف أن يعلّم الناس مواد العلوم أو يتعلمونها في بلادهم
بغير لغتهم القومية,فأرجوا الاسراع فى تعريب العلوم ,لان هذا سوف يجعلنا نذهب الى
الرقى والتقدم والابتكار ,وسوف يساعد فى الثقافة العلمية للمجتمع المصرى والعربى .
على العربى