الاثنين، 21 أغسطس 2017

التحاليل الطبية مهنة علمية أساسها وتطورها العلميين وشروط مزاولتها دراسة العلوم لا الطب


 التحاليل الطبية مهنة علمية أسسها وطورها العلمييون وشرط مزاولتها دراسة العلوم لا الطب

أثار المشروع المقدم من قبل نائبتين طبيبتين بمجلس النواب
بإلغاء القانون 367 / لسنة 54 المنظم لمهنة "الكيمياء الطبية
والبكتيريولوجي" والخاص بإدارة معامل التشخيص الطبي أو
المستحضرات والأدوية أو الأبحاث العلمية استياء مديري معامل
التشخيص الطبي بالقطاع الخاص ومستشفيات وزارة الصحة،
لتعدي بعض أطباء الباطنة من تخصص الباثولوجيا الإكلينيكية على
مهنة العلميين، وتقديم مشروع قانون مليء بالعوار الدستوري
ومفخخ بالثغرات، متجاهلين رأي الجمعية المصرية للكيمياء
الإكلينيكية والبيولوجيا السريرية الوحيدة المعترف بها من قبل
الإتحاد الدولي المنظم للمهنة، وبرغم عدم طرحه للمناقشة
المجتمعية، وعدم تمثيل 5 نقابات معنية بمزاولة نفس المهنة
بالقانون المذكور، بالمخالفة الواضحة للمادة 77 من الدستور المصري
لذلك فقد رأينا أن نؤلف كتابا يكشف الحقائق ويبين أن التحاليل
الطبية علم خالص للعلميين ومهنة خالصة للعلميين وأن كل من
يمارس المهنة من غير العلميين لابد أن يتعلم المهنة من أهلها الحقيقيين : 

علماء التحاليل الطبية
وبين يدي إصدار هذا الكتاب رأينا أن ننشر منه بعض المقتطفات
التي سيكون لها إن شاء الله عظيم الأثر في توضيح القضية لكل من يقرأ تلك الفقرات 


الفقرة الأولى
إن إتحاد العلميين الطبيين يعلن احترامه الكامل لأطباء مصر،
كما يعلن تقديره لدورهم السامي بالمنظومة الطبية، ويعلم أن آلالاف
الأطباء مناصريين لقضية العلميين السامية، ونوضح بجلاء أن
العلميين الطبيين لا يتعدون على دور الطبيب المعالج، أو ينتحلون
صفة طبيب، ولا يمارسون الطب بأدنى صورة احتراما لًلقانون، بل
دورنا تكاملي لأجل مصلحة المريض وتقديم خدمة طبية متميزة ..
أما حينما يمس الأمر إحدى مهن العلوم فنحن مستعدون لمواجهة
الكون كله طالما بالطرق القانونية المشروعة التي كفلها لنا الدستور،
وسنتصدى بكل حزم لمن يريد الافتئات والقفز على تخصص
العلميين الطبيين أو من تسول له نفسه احتكار مهنتنا لأجل مصالح
شخصية ضيقة، وبيزنس بغيض ينظر لجيب المريض لا صحته .. إن
الأزمة الحقيقة لا توجد إلا مع مجلس نقابة الأطباء وعدد قليل من
أطباء الباطنة من متخصصي بالباثولوجيا الإكلينيكية، بدأت
محاولتهم – ولا تزال – لقصر فتح معامل التحاليل الطبية عليهم
منذ عام 1994 م بالمخالفة للقانون المصري والقوانين الدولية،
لتحقيق مصالح جهات أجنبية ومافيا خارجية، كانت وما تزال تسعى
القرصنة والهيمنة على معامل التحاليل فتتحكم في أسعار السوق
وترفع بعض أسعار التحاليل لآلاف الجنيهات والضحية هو المريض
المصري للأسف ...
إن مهنة التحاليل الطبية هي مهنة علمية، أسسها العلميون
لتساعد الطبيب المعالج في التشخيص، ويستلزم لممارستها دراسة
العلوم الأساسية مثل الكيمياء والبيولوجي والفيزياء والرياضيات
والإحصاء، كما يستلزم دراسة العلوم التطبيقية المعملية الخمسة:
الكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي وعلم الدم والمناعة
والبيولوجيا الجزيئية، وهي تخصصات علمية تنفرد بها كليات العلوم
فقط - لأنها الكلية الوحيدة بمصر التي تمنح درجات دبلوم
وماجستير ودكتوراه بكل تخصص على حدة، الأمر الغير موجود
بكليات الطب أساسا !ً
ولو نظرنا لظروف قانون 367 / لسنة 54 ، لعرفنا كيف جمع
المشرعٍّ 4 خريجي من خلفيات علمية مختلفة مثل: الزراعة
والبيطري والبشري والصيدلة لمزاولة مهنة واحدة ؟؟ والسبب أن
جميعهم درسوا العلوم الأساسية البحتة من الكيمياء والفيزياء
والبيولوجي والرياضيات والإحصاء، والعلوم التطبيقية بكليات
العلوم على مدار سنتين، ثم يستكمل الطالب دراسته التخصصية
بكليته سواء الزراعية أو الصيدلانية أو البيطرية أو الطبية، ولذا
وضع المشرعِّ معامل الأبحاث والتشخيص الطبي والمستحضرات
الحيوية بقانون واحد وحددها بالمادة 1 نصا:ً "الأبحاث أو التحاليل
أو الاختبارات.." فإدارة جميع هذه المعامل يستلزمها دراسة العلوم
البحتة والتطبيقية بكليات العلوم، لذا منح المشرع حق امتلاك معمل
أبحاث علمية للطبيب ! ومنحه أيضا حًق تصنيع اللقاحات
والمستحضرات الحيوية والتعامل مع حيوانات التجارب "وهو أمر
مخالف لدراسته الإكلينيكية على البشر" ! لكن للأسف بحلول عام
1981 م ألغيت دراسة الأطباء بكليات العلوم وللأسف خرجوا من
الاعتماد الدولي، لذا يحاولوا الآن تغيير نظام الدراسة بكليات الطب
... إذا فًوضعهم العلمي والقانوني على المحك نظرا لًعدم تخصصهم،
بدليل أن أساتذة الباثولوجيا الإكلينيكية أنفسهم لا يمكنهم مزاولة
مهنة التحاليل بأمريكا كدولة مرجعية في المجال؛ إلا بعد حصولهم
على بكالوريوس العلوم أولا .ً.. لأنها مهنة علمية في الأساس
وليست طبية وشرط مزاولتها هو دراسة العلوم لا الطب..!!
ولو نظرنا إلى طبيعة العمل بمعامل التشخيصالطبي، فستجده
يبدأ بمراكز الأبحاث العلمية أولا،ً فهو أصل كل تحليل جديد، وأصل
كل تقنية معملية جديدة، أو كاشف أو صبغة أو محلول أو مركب
كيميائي أو معادلة حسابية أو جهاز أو قانون جديد أو علم معملي ...
وفيه يتعامل العلميون مع العينات البشرية في أنابيب الاختبار،
وعلى شرائح الفحص والمستنبتات، بالضبط كما يحدث بمعامل
التشخيص الطبي، ولم نسمع أحد أطباء الكلينكال باثولجي ينادي "
بالإشراف الطبي" على معامل الأبحاث العلمية ! إذا لًا فرق بين معمل
الأبحاث ومعمل التشخيص الطبي لأنه نفس طبيعة العمل والأجهزة
ونفس أدوات العلم والخلفية العلمية: وفيها تحليل للعينات البشرية
البيولوجية، بإجراء اختبارات كيميائية، باستخدام أجهزة فيزيائية،
وتطبيق المعادلات الرياضية، وضبط النتيجة باستخدام الإحصاء، ثم
تنتهي بالتفسير المعملي للنتيجة ... 
الفقرة الثانية :
إن مهنة التحاليل الطبية هي إحدى مهن العلوم، لأن الكيمياء
الطبية أحد أفرع علم الكيمياء العام كما قرر ذلك اتحاد علماء
 الكيمياء البحتة والتطبيقية الدولي

IUPAC
 أما البكتيريولجي أحد أفرع علم البيولوجي ... 
إذا فالمهنة مشتقة من الكيمياء والبيولوجي
في الأساس(وليست من مهن الطب: كالجراحة أو الرمد أو الباطنة ..
الخ)، كما أن رواد ومؤسسي علمي الكيمياء الطبية والبكتيريولجي
من العلميين لا الأطباء ... فأب الكيمياء الحيوية (الكيميائي إدوارد
بوخنر/ نوبل 1907 م) وأب الميكروبيولوجي (البيولوجي/ أنتوني
فان ليفنهوك 1767 م)، وعن رواد الكيمياء الطبية العالميين مثلاً
الكيميائيان: (دونالد فان سليك & جون بيترز) أصحاب أول وأقدم
مرجعين في الكيمياء الإكلينيكية في التاريخ، بل أن الكيميائي
(دونالد فان سليك) هو أول من أطلق مصطلح "الكيمياء الإكلينيكية
Chemical أو "الباثولوجيا الكيميائية " Clinical Chemistry
للوجود والتي تمثل حوالي 85 % من جملة التحاليل "Pathology
المعملية. والأغلبية الساحقة لمزاولي المهنة بمصر من العلميين
ويمثلوا 90 % ويعمل بهذا المجال في مصر أكثر من 100 ألف
كيميائي وبيولوجي وأخصائي واستشاري وخبير، مقارنة بأقل من
2000 طبيب فقط بالمجال ؟! والواقع أن قسم الباثولوجيا
الإكلينيكية يلقى عزوفا كًبيرا مًن الأطباء أنفسهم وتجد القسم يخرج
حوالي 50 طبيب باطنة سنويا مًقابل 5000 علمي أي بنسبة 100
ضعف تقريبا !ً!! وللأسف يتم إخفاء هذه الأرقام عن الرأي العام
لإيهامه أن المهنة طبية، وخاصة بالأطباء ! وببساطة يمكن التحقق
من هذه الأرقام من سجلات وزارة الصحة نفسها، وعموما فًالأطباء
مستحدثين على المهنة، ودخلوها متأخرين سواء في مصر أو
بالعالم ...
إن العلميين رواد العمل المعملي التجريبي في العالم: فهم رواد
Tissue Culture زراعة الأنسجة الحية على أوساط كيميائية مخلقة
(البيولوجي روس جرانفيل/ 1907 م)، ورواد بيولوجيا الاستنساخ
سواء الجيني أو العلاجي ورئيس الفريق الذي Cloning Biology
أجرى أول عملية استنساخ بيولوجي للنعجة دولي (أول كائن ثديي
مستنسخ في التاريخ) هو البيولوجي "إيان ويلموت" 1996 م،
البيولوجي روبرت " IVF ورواد أطفال الأنابيب والحقن المجهري
إدوارد / نوبل بالطب 2010 م" ورواد علم المناعة المعملي، الذي بدأ
باكتشاف ميكانزم الالتهام البكتيري بواسطة الخلايا الأكولة "
البيولوجي إيليا متشنكوف/ نوبل بالطب 1908 م" والتركيب
الكيميائي للأجسام المضادة "الكيميائي رودني بورتر 1962 م"
Monoclonal وابتكار تقنية الأجسام المضادة أحادية النسيلة
والتي أحدثت انقلابا ثًوريا بًعلم المناعة "البيولوجي Antibodies
جورج كوهلر/ نوبل في الطب 1984 م" ومكتشف الميكانيزم
البيولوجي لعمل الجهاز المناعي الطبيعي "البيولوجي رالف
ستاينمان/ نوبل في الطب 2011 م"، ورواد بيولوجيا الخلايا
ارنست هويكل 1868 م" وأول من "Stem Cell Biology الجذعية
عزل أول خلية جنينية بشرية "البيولوجي جيمسسيمسون 1998 م"
..
أما ريادة العلميين لعلم التحاليل الطبية عالميا فًهو أمر لا
ينكره علينا أحد .. فالمهنة علمية والمجال أيضا عًلمي، والدليل: أن
العلميين قد ابتكروا وطوروا جميع التقنيات المعملية بمعامل
التشخيصالطبي وعددها 128 تقنية علمية، حازوا فيها 14 جائزة
نوبل في الطب والكيمياء "منفردين دون منازع"، لقياس تركيز
الهرمونات والفيتامينات والأدوية والسايتوكينات والإنزيمات
البشري: بدأت بالإسبكتروسكوبي DNA ودلالات الأورام حتى ال
(الفيزيائيين: بيير- لامبرت 1769 م) والتوصيلية الكهربية الكيميائية (
الكيميائي فريدرش كولرش 1860 م)، والطرد المركزي فائق السرعة
(الفيزيائي تيودور سفيدبرج/ نوبل 1926 م) واللهب الفوتوميتري
(الكيميائي أوستيلد هالد 1947 م) والترحيل الكهربي والإمتزازي
(الكيميائي آرين تيسلس / نوبل 1948 م) والكروماتوجرافي
(الكيميائي آرشرد مارتن / نوبل 1952 ) والبولاروجرافي (الكيميائي
جاروسلاف هيروفسكي/ نوبل 1959 م) والإمتصاصية الذرية
(الكيميائي زيتنر وسليجسون 1946 م) والإليزا ( البيولوجية إيفا
البيوفيزيائية ) RIA إنجفال 1971 م) والاختبار المناعي الإشعاعي
روزالين يالو / نوبل في الطب 1977 م) النقطة الغربية (الكيميائي
نيل برانت 1977 م)، والكاينيتك (الكيميائي جون بولاني/ نوبل
الكيميائي كيري ) PCR 1986 م) حتى تقنية تفاعل البلمرة المتسلسل
بانك موليس/ نوبل 1993 م) ..الخ فلو كانت مهنة طبية لابتكر
أحدهم ولو تقنية واحدة ذرا لًلرمال بالعيون ...
إن معامل التشخيص الطبي بالكامل من ابتكار واختراع
وتصميم وإبداع عقول العلميين فلقد ابتكرنا جميع الأصباغ المعملية
لصبغ الخلايا البشرية والأنسجة والطفيليات ..الخ ( 286 صبغة) لأن
العلميين رواد علم كيمياء الأصباغ (الكيميائي أوتو فالاخ/ نوبل
1910 م ) .. صممنا "منفردين دون منازع" جميع ميكانيزمات وآليات
التفاعل الكيميائي لجميع مركبات الجسم البشري ومازالنا
(الكيميائيان : نيكولاي سمينوف & سيريل هنشلود / نوبل 1956 م)،
كما صممنا جميع المحاليل المستخدمة بمعامل التشخيص الطبي
لريادتنا بعلم المحاليل وكيمياء الأمواه (الكيميائي ياكوبوس فانت
هوف/ نوبل 1901 م) كما ابتكرنا جميع الكواشف المعملية ( 1176
كاشف) لريادتنا بعلم كيمياء الكواشف (الكيميائي أودلف فون باير/
نوبل 1905 م)، والحقيقة أننا أصل كل معادلة علمية أو قانون رياضي
بمعامل التشخيص ( 202 قانون رياضي موثق بالمراجع العالمية !)،
وبالقطع جميع الأجهزة الفيزيائية، من جهاز عد الخلايا الدموية
Maldi Tof الفيزيائي كولتر 1933 م) حتى ال )Homoanalyzer
(الفيزيائي أوستهالد فيلهلم/ نوبل 2003 م) وجميع الآلات والمعدات
المعملية من السرنجة (الفيزيائي بنجامن روبن 1707 م) مروراً
بانابيب الإختبار حتى الميكروسكوب الإلكتروني (الفيزيائي ارنست
روسكا 1931 م) !!
والواقع أن العلميين فقط هم المعنيون بتطوير مهنتهم، لان
الخطوات العلمية التي تتم بمعامل التشخيص تبدأ من العلميين
بمراكز الأبحاث عند اكتشاف مركب حيوي تشخيصي جديد أو
ميكروب جديد: وهنا تدخل تخصصات العلوم من الكيمياء الحيوية
والكيمياء التحليلية والكيمياء العضوية والغير عضوية والفيزياء
الطبية والهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي والمعلوماتية الحيوية
والنانوتكنولوجي واستخدام الأجهزة الفيزيائية وتعيين الخواص
الكيميائية والبنائية والجزيئية والطيفية لهذا المركب، أو التعرف
على التسلسل النيوكليوتيدي للميكروب المكتشف، تمهيدًا لتصنيع
دواء أو مصل أو لقاح أو ابتكار وسيلة تشخيصية تجارية بمعامل
التشخيص الطبي. فالعلميون "منفردين" – لا الأطباء - هم الذين
اكتشفوا وعينوا وعرفوا مليون ونصف تفاعل كيميائي بالجسم
البشري، ووضعوا الدورات الإستقلابية ل 8 مليون مركب حيوي
بالإنسان ووصفوا طرق تحضيرها المعملي، وآليات تفاعلها وطرق
وسجلوها بموسوعات بليشتاين IUPAC قياسها، وأسموها بنظام
وإليزافير وموسوعة ريكساس،
ونحن هنا نتساءل: كيف لمن لم يدرس علم المحاليل ولا
هيدروليكا الموائع ولا فيزياء الغرويات أو المعلقات أن يتعامل مع
المحاليل الكيميائية ؟؟ وكيف يعرف طبيعة المحاليل أو خواصها
الفيزيائية أو الكيميائية وصلاحية أو جاهزية محلول ما للعمل؟ كيف
لمن لم يدرس الكيمياء الفيزيائية ولا قوانين الثيرموداينامك ولا
الكيمياء التناضحية أن يباشر الكواشف ويستخدمها أو يخزنها أو
يحكم على آدائها دون إشراف علمي ؟ كيف لمن لم يدرس الكيمياء
العضوية أو التخليقية أو الأيزوميترية والفراغية أن يخلق الأصباغ
المعملية او يتعامل معها أو يحفظها أو يخزنها دون إشراف علمي ؟؟
كيف سيتعامل مع المواد الكيميائية وهو لم يدرسأساسيات حفظها
أو نقلها أو آلية عملها أو طريقة تخزينها وطبيعتها وتفاعلاتها ولا
الظواهر الفيزيائية التي تحكمها أو آليات عملها من الأساس؟؟ وفي
أي فرع من العلوم الإكلينيكية درس الزملاء الأعزاء ميكانيزمات
وآليات التفاعل الكيميائي بكليات الطب العريقة ؟؟ وكيف سيتعامل
احدهم مع المركبات المتطايرة أو الحارقة أو المشتعلة أو المسرطنة
؟؟
ثمة مواد كيميائية بالمعمل خطيرة إذا خزنت بطريقة خطأ فقد
تسبب حرائق، وتلفيات مدمرة، كأحماضالبكريك أو مركبات النيترو
المكونة للبارود مثلا ؟ً؟ ومعروف أن الأبحاث الكيميائية بمعامل
التشخيص الطبي دقيقة جدا فًقد تنتج غازات سامة قد تسبب
اسفكسيا الخنق والموت، وبعضها قد يسبب العقم، الأمر الذي
يستلزم إشراف علمي صارم على المعامل، ثم كيف لمن لم يدرس
الكيمياء اللاعضوية أو من لم يحفظ الجدول الدوري أن يعين 36
عنصر بالجسم البشري داخل أنابيب الاختبار ؟؟ وكيف لمن لم
يدرس الكيمياء التحليلية أو الوصفية أو الوزن حجمية ولا الحركية
أو الوزن حرارية أن يحدد تركيز هرمون أو نشاطية إنزيم بالدم ؟؟
وهل درس الزملاء كيفية التعامل مع النظائر المشعة مثلا ؟ً؟ ثم أين
درسوا الفيزياء النووية أو الكيمياء الإشعاعية وفي أي مكان درس
الأمان ضد المخاطر الإشعاعية ؟؟ وكيف لمن يدرس الفيزياء
الكهربية أو المغناطيسية أن يتعامل مع جهاز فيزيائي ؟؟ وكيف لمن
لم يدرس فيزياء الليزر أن يتعامل مع جهاز ليزر ويخرج منه نتائج
موثوقة ؟؟ وكيف لمن يدرس فيزياء الجسيمات والضوء
المستقطب والكهروضوئية أن يتعامل مع الميكروسكوبات وأنواعها
المختلفة ؟؟ وهل درس اللوغاريتمات أو التفاضل والتكامل لتطبيق
المعادلات الرياضية للوصول إلى نتيجة سليمة ؟؟ وهل درس
الإحصاء الحيوية أو الطبية أو الوراثية أو العرقية بكليات العلوم
لضبط وتوكيد الجودة بالمعامل ؟؟ وطبعا العلميون هم رواد هذا
العلم (لأن الإحصاء أحد فروع الرياضيات) ؟؟ وهل درس علم البيئة
مثلا لًيعرف أثر الملوثات البيولوجية أو الكيميائية أو الفيزيائية،
وتفاعلها وتأثيرها على البيئة وحماية البيئة من مخاطرها ؟؟ وطبعا
العلميون هم رواد ومؤسسي علم البيئة (لأنه أحد فروع علم
البيولوجي)؟؟ وكيف سيتعامل مع تقنيات الهندسة الوراثية وعلم
البيولوجيا الجزيئية (لأنه أحد أفرع علم البيولوجي) أو كيف يتعامل
مع التقنيات المعملية ال 128 وهو لم يدرسها على أيدي أساتذتها
ومؤسسيها من أساتذة العلوم، وبالإجمال فالمعمل بأكمله مهنة
ومجال من ابتكار وإبداع العلميين ..
الفقرة الثالثة :
إن التحاليل الطبية علم وليست مجرد مهنة، ولو كانت مجرد
مهنة فقط لتساوى فيها الفني مع التقني مع الطبيب مع الزراعي مع
الصيدلي مع البيطري سواء بسواء! والطبيب ليس مؤهلا إًطلاقاً
وقت تخرجه للوقوف بمعمل أو إجراء التحاليل الطبية بنفسه، بل قد
يؤذي نفسه ..! أما العلمي فلا ينقصه العلم وراء ما يقوم به، كما انه
يكون قادرا عًلى ربط نتائج الاختبار المعملية وتفسيرها تفسيراً
معمليا طًبقا لًتشخيص الطبيب المعالج، وهنا يتعمد الزملاء الخلط
للإيهام بأن "التفسير المعملي للنتيجة" هو عمل طبي، لكنه في
الحقيقة عمل علمي بحت يستلزم الإلمام بكافة الفروع المعملية
التطبيقية الخمسة .. ولقد لجأ الزملاء لوصف وظيفي مخادع؛ إذ أن
العلمي القائم على الأبحاث أو الاختبارات المعملية لتفسيرها أو
تأكيدها أو عمل توصيات معملية أخرى هو الذي سيتواصل مع
الطبيب المعالج، والقانون يمنحنا هذا الحق بمادته الأولى ! هل يعلم
الزملاء متخصصي الباثولوجيا الإكلينيكية الأسس العلمية لعمل
الأجهزة المعملية وطرق معايرتها وضبط جودتها والكشف عن
صلاحية وجودة الكيماويات المستخدمة، أو حل المشكلات العلمية
التي تطرأ على العمل يوميا .ً.. عفوا إًنه البؤسبعينه ! إنهم "مشغلون
أجهزة" لا أكثر وهذا سيدخلنا في فوضى تخبط النتائج والتي تضر
بصحة المريض ... وكيف سيقيم أو يفسر نتيجة معملية وهو لم
يدرس أبسط أصول أو قواعد التحليل الكيميائي وهو طرق التعبير
عن التركيز: فهل يعرف طبيب الباثولجي مثلا اًلفرق بين الفيمتو
والبيكو جرام ؟؟ أو الأوتو مول والزيبتو مول ؟؟ وكيف سيفسر
نتيجة معملية ؟؟ وكيف سيطلب اختبار تأكيدي لتحليل باستخدام
تقنية ما وهو لم يدرسالتقنيات ولا يعرف الأساسالعلمي الذي بني
عليها ؟؟ ومن أين له العلم بمعرفة التحاليل الطبية الجديدة "القادمة
من مراكز الأبحاث" سوى من أساتذة العلوم ؟!
لقد اخترع الأطباء تخصص الباثولوجيا الإكلينيكية – والذي
يعتبر في رأيي محاولة يائسة لإقحام أنفسهم داخل العلم المعملي
دون تأهيل أو علم أو داعي .. لأن تخصص الباثولوجيا الإكلينيكية
هو أحد أفرع طب الباطنة، فكيف لطبيب باطني أن يدير معمل
للتشخيص الطبي وهو غير مؤهل لهذا العمل ؟؟ لأن الأولى به أن
يناظر مرضى ويصف علاجا لًا أن يباشر أجهزة فيزياء ومحاليل
وكواشف وكيماويات وإحصاء ومعادلات رياضية؟ إذا فًالعقل
والمنطق يقتضي أن يفتتح عيادة طبية ليفسر فيها النتائج المعملية
ويناظر مرضى ويصف لهم العلاج – على الأقل سيمارس الطب كما
يشاء - وليدع العمل المعملي لرواده ومؤسسيه ! ثم أنه تخصص
يدعو للريبة والحيرة، فكيف لطبيب درسدبلوم 6 أشهر (طبقا لًلمادة
الثالثة من القانون) أن يزاول جميع الفروع المعملية الخمسة بكل
أريحية، والتخصصية العلمية تقتضي حصوله على شهادة منفصلة
بكل فرع على حدة لمباشرة هذه التخصصات وليس العكس (وربما
!! (5x من هنا جاءت تسميته بتخصص 1
أما في كليات العلوم، حيث التخصصية العلمية العالية، ينبغي
أن تكون متخصصا فًي أحد الفروع المعملية الخمسة كالبيولوجيا
الجزيئية مثلًا بدبلوم دراسات عليا أو ماجستير أو دكتوراه، ثم
تتخصص في علم الدم أو المناعة مثلا بًدراسات تخصصية أخرى
وهكذا (الأمر الغير موجود بكليات الطب إطلاقا)ً .. وللعلم فإن عدد
الساعات المعملية التي يقضيها طالب الطب بالكيمياء الحيوي أو
الميكروبيولوجي بالمرحلة الجامعية يدرسها طالب العلوم في
أسبوع؛ إذ قد تصل عدد ساعات المساق العملي الواحد إلى 8
ساعات وأحيانًا 12 ساعة يوميا .ً. !! ولأن التحاليل الطبية أحد مهن
الكيمياء والبيولوجي، فلا يعلم الزملاء الأعزاء مقدار التخصصية
العالية التي يتمتع بها طالب العلوم، فعلم الكيمياء العام ينقسم إلى
عشرات وعشرات التخصصات الفرعية الدقيقة، فالتطبيقات العلمية
لكيمياء الناتكنولوجي وكيمياء الفيمتو في مجال التحاليل الطبية
أمر حصري على كليات العلوم وحدها... وبالنسبة لعلم البيولوجي
العام بدوره ينقسم إلى عشرات وعشرات من التخصصات الدقيقة
الوثيقة الصلة بمجال التحاليل الطبية ..
إن أهم مراحل التشخيص المعملي هو الجزء العملي وخطواته
عديدة جدا،ً ولا يفهمه بأدق تفاصيله سوى العلميين وهو الذي يبنى
عليه تفسير النتيجة، فكيف لزملائنا أطباء الباثولوجيا الإكلينيكية أن
يوصي طبيب زميل بتحليل ما وهو لا يعرف الأساس العلمي الذي
بني عليه أو آلية تنفيذه ؟؟ إن الأمر هو أكبر من إمكانيات "مشغلي
أجهزة" لأننا كثيرا مًا نلجأ لإجراء تجارب تعديل أو تصحيح خارج
التوصيات المرفقة للوقوف على نتائج سليمة ودقيقة، حتى مسألة
الحكم على صحة نتيجة معملية ومعرفة مصدر الخطأ – إن وُجد –
هل هو فني ؟ أم فسيولوجي طبيعي؟ أم تدهور وانتكاسة مرضية ...
الخ فهو يرجع لمقتضى فيزياء وكيمياء التفاعلات مع العينة
البيولوجية داخل أنابيب الاختبار ! وهو شأن علمي لن يبارينا فيه
أحد ..!!
وفي مشروع القانون المقدم وضعوا أنفسهم على رأس فريق
العمل المعملي، الأمر الذي يشبه أن تقول لمخترع السيارة : "حسنا .ً..
ستعمل عندي سائق بالأجرة مقابل راتب معقول !!" وبعد أن طمسوا
ما في المهنة من علم، وضربوا بالتخصصية العلمية عرضالحائط ..
مستندين على دراسة 7 سنوات في الطب والجراحة لا علاقة لها
بالعمل المعملي .. وهنا يتساءل كثيرون بجدية عن ماهية دور
الطبيب بالمعمل؟؟ لم لا يفتح عيادة لتفسير النتائج ويكشف ويعالج
الحالات ؟؟ على الأقل سيستمتع بمزاولة مهنة الطب! ... الجميع
يعرف أن من أسس أقسام الكلينكال باثولوجي بمصر هم أساتذة
العلوم، وهم الذين علموهم التقنيات المعملية وكيفية التعامل مع
الأجهزة وإجراء التجارب الكيميائية والتعامل مع المواد المشعة,
وكيفية حل المعادلات اللوغاريتمية بالمعمل، والعمل الإحصائي
لضبط الجودة وآلية الرقابة البيئية ومازالوا .. !!
ودائمًا تجد تحذيرا شًديدا مًن الأطباء الراغبين للسفر للخارج من
هذا التخصص بالتحديد لأنه غير موجود بدول أجنبية كثيرة ؟
فالقانون الكرواتي 1993 م مثلا قًصر المهنة على العلميين وحدهم
واستبعد أطباء الباثولوجيا الإكلينيكية تماما خًارج المهنة، ويشترط
لهم دراسة علمية تأهيلية (دراسة العلوم الأساسية بكليات العلوم)
فالعلم متاح للجميع بالخارج، لكن يستثنى العلميين المصريين من
شرط التأهيل العلمي، والجميع يعرف أن جميع الحاصلين على
البورد الأمريكي في التحاليل الطبية من العلميين فقط ! وأعجب ما
يدعو للعجب أن لجنة العلاج الحر المسئولة عن منح التراخيص
المعملية بوزارة الصحة ليس بها علمي واحد ليشرف على
الكيمياويات أو المحاليل أو الصبغات أو الكواشف ولا جودتها ولا
صلاحياتها أو تخزينها وحفظها ... الخ وأسندت الأمر لأطباء الباطنة
اللذين يمثلون 7 % من المزاولين للمهنة ولم تمثل اللذين يمثلون
90% بالمجال بشخص واحد، فتجد مثلا طًبيب باطني يقوم بدور
كيميائي وفيزيائي وبيولوجي وعالم رياضيات وإحصائي ومراقب
بيئي في تخصص واحد فريد وهو الكلينكال باثولوجي ؟؟ وعلى
الرغم من أن الشأن علمي بحت ... تجد بعض من اطباء وزارة
الصحة هم اللذين يراجعون ويقيمون شهادات تخصص العلميين
وتراخيصهم بوزارة الصحة فالمفروضأن يقيم المحتوى العلمي من
أحد أساتذة العلوم لا الطب ... يحدث هذا في الوقت الذي يتولي
فيه علمي رئاسة منظمة الصحة العالمية (الدكتور تيدروس أدهانوم
غبريسوس) إذ كان وزيرا لًلصحة بأثيوبيا !!
الفقرة الرابعة :
إن دراسة الجسم البشري هي دراسة أصيلة بكليات العلوم، لكننا
دائما نًفرق بين (دراسة الجسم البشري) و(التعامل مع الجسم البشري)
فالأول نراه بكليات العلوم والصيدلة وطب الأسنان والعلاج الطبيعي
... أما التعامل بالكشف الإكلينيكي وآليات التشخيص السريري
وكتابة وصفات طبية ..الخ فهو خاصبالطبيب ! ويوجد تخصصات
عديدة بكليات العلوم بمصر متوافقة مع تخصصات كليات العلوم
بجامعات هارفارد وستانفورد وأكسفورد وجونز هوبكنز وكييل
وتورنتو وكامبريدج وبنسلفانيا وكاليفورنيا بركلي توضح هذا المثال:
فمثلا اًلكيمياء الطبية هو أحد فروع الكيمياء الحيوية ويدرس فيه
أمراض الجسم البشري وطرق تشخيصها المعملية والفيزياء الطبية
ويدرس فيه تداخل الأشعة مع الخلايا والنسيج البشري وأثر الطفور
الإشعاعي وفيزياء الأنسجة والأعضاء البشرية ... والبيولوجيا
البشرية سواء التركيبية أو النسيجية والخلوية وعلم الوراثة
والفسيولوجي ووظائف الأعضاء والأنسجة وعلم الدم والمناعة
والطب الحيوي ...الخ وعن اندماج تخصص الرياضيات بالبيولوجي
نتج تخصص المعلوماتية الحيوية وعلم الميكانيكا الحيوية الذي
يعتمد عليه أخصائي العلاج الطبيعي وأطباء الأسنان في دراستهم ...
وهناك علم الجيولوجيا الطبية وأطفال الأنابيب والحقن المجهري
والخلايا الجذعية وطبالاستنساخ ..الخ
وسأضرب هنا مثالًا جيدا .ً.. تاريخيا اًلطبيب/ فريدريك باتنتج هو
مكتشف الأنسولين البشري (نوبل 1923 م) مناصفة مع زميله السير
ماكيلوب ... لكن الذي عين تركيبه ووزنه الجزيئي وخواصه الطيفية
والجزيئية والبنائية وطبيعة وعدد الروابط به ، ومن قام بتحضيره
وعزله وتنقيته هي العالم (جيمس كوليب) إذ تقاسم ريع الجائزة مع
السير ماكيلوب ! جدير بالذكر أنه عزل وفصل هرمونات الغدة
الجاردرقية 1928 م)، والعالم (إدوارد كندال) أول من عزل
الثيروكسين وعين خواصه وتركيبه الكيميائي (نوبل في الطب
1950 م)، والعالم (تيدسز ريشتاين) عزل وفصل ونقى الكورتيزون
وعين تركيبه الكيميائي (نوبل في الطب 1951 م)، والجميع يعرف أن
العلميين أول من حضر جميع فيتامينات الجسم البشري بالمعمل
وجميع المضادات الحيوية والهرمونات والإنزيمات البشرية
والأجسام المناعية حازوا فيها 20 جائزة نوبل "منفردين"!
لذا فمن الطبيعي جدا أًن تجد العلميين الطبيين ينافسون
أقرانهم الأطباء في حصد جوائز نوبل في "الطب" إذا حازوا على
أكثر من 75 % من جوائزها مقابل 25 % فقط للأطباء !! ولا عجب في
الأمر فآخر 30 عام حصد العلميون الطبيون على 90 % من جوائز
نوبل في "الطب" !! ولقد احتفلت الجمعية الأمريكية للكيمياء
الإكلينيكية عام 2011 بموقعها على الويب بعلماء الكيمياء وسجل
إنجازاتهم الحافل بالمهنة، وبداية الكيمياء الإكلينيكية جاءت على
أيدي علماء الكيمياء الكبار (أوتوفولين 1896 م) مؤسس الجمعية
American Socity of biological الأمريكية للكيمياء البيولوجية
وهي أول جمعية موثقة في العالم للتحاليل الطبية، وبعد chemists
الحرب العالمية الأولى وثق العالم (وندل كارواي) جميع آليات عمل
التحاليل الطبية في الفترة من 1913 م – 1983 م ، ويضيق بنا المقام
أن نذكر البروفيسور الكبير (لورانس كابلان) رائد العمل المعملي
بالقرن ال 20 الذي ألف الكثير من مراجع الكيمياء الإكلينيكية والتي
اعتمدت علها مراجع الباثولوجيا الإكلينيكية الحديثة إلى يومنا هذا !
كما تعتمد معامل التشخيص الطبي على النظم والآليات المعملية
التي وضعها بكتبه ..!!

التعليقات
0 التعليقات